د.ناصر أحمد العمار
منتشيا بالفخر والعزة خلاف غيري قد يكون بحكم عملي ومهامي الوظيفية السابقة في إدارة العمل الخيري والتطوعي الانساني وكذا في التعبير عن رأيي واعتزازي بالذكرى الرابعة لمنح قائد مسيرتنا سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لقب أمير الانسانية واختيار الكويت مقرا للعمل الإنساني العالمي والذي يصادف ذكراه الرابعة يوم ٢٠١٨/٩/٩ فهو الفخر والسؤدد بكل ما تعنيه الكلمات واحتوته معاجم اللغة، انها القيادة بمفهومها السياسي والإنساني والنجاح في التوافق السياسي والإنساني، وبأحكام السياسة الشرسة في قوانينها ورؤيتها واستراتيجيتها وتقلباتها.
***
لقد تحققت في السنوات الاخيرة نقلة نوعية في استراتيجية العمل التطوعي الخيري الإنساني الكويتي بتحوله من العمل الخدماتي والاغاثي الى عمل تنموي رائد في شتى بقاع المعمورة يسعى لانتشال الفقراء والمحتاجين من مستنقعات الفقر والامراض وتحويلهم الى شعوب منتجة تعتمد على نفسها من خلال رؤى إنسانية حضارية، انه دليل على استمرار عطاء اهل الكويت وتقديم احد صور الشكر والامتنان لخالقهم مصداقا لقول الحق تبارك وتعالى: (.. لئن شكرتم لأزيدنكم) لا أساس ولا وجود لهذا التأريخ، ولن تكون هناك ومضة تضيء سماء مجدك يا كويت الخير والعطاء لولا ان من كان يتربع على عرش سياستنا الخارجية ربان مثلك يا أمير الإنسانية سطرت في دروب الخير قناديل أضاءت للمانحين والمحسنين طرقا جهلتها خرائط العالم، لتتضاعف أموال الخير وتنصب بأفواه الجياع والثكالى والأيتام وتنهض بها شعوب بائسة وتلتقي على شواطئ الرحمة والمسرة.. لتكمل مشوار حياة.
وهذا النجاح أنموذج فريد غير مسبوق على مستوى العالم، رسم سموه خريطة عالمية ذات معالم فريدة لا تعترف بأبجديات اللغة ولا الحدود الدولية ولا بتضاريسها وأجوائها واختلافاتها حلق في الأفق بمنهج الانسانية وقدم مثالا رائعا لمفهوم المحبة والسلام بين الشعوب والأمم، نسف مفهوم السياسة البغيضة، ضمد جروح الايام والأزمان، فأكسى العراة، وأطعم الجياع، وستر اجساد شعوب جفت دموعها بكاء وقهرا من ظلم الايام واحكام القدر، ودكتاتورية بني البشر، رسم الابتسامة على شفاه الأيتام والثكالى والمقهورين والمشردين، ومسح على رؤوس المحرومين والبؤساء، واختط طريق الحياة لمن جنحت الحياة بهم.
انها المسؤولية من قلب رحيم، وتحمل المسؤولية من صدق الايمان بها وبدور المسلم من واقع الفرض الشرعي عليه فأجزل العطاء في ظلمة الايام وأنار دروب طويلة من القهر والشعور بالدونية والتهميش، فتمددت حدود تلك الخريطة الجغرافية الإنسانية العالمية لتكون عاصمتها كويت صباح الأحمد، مثالا رائعا لشخصية اروع.
إنها الإنسانية بمفهومها المعاصر الفريد في زمن التقلبات شاع به الظلم وجوره، زمن التشرد والشرذمة والتقهقر.
***
صباح الكويت، سمو الإنسانية، وإنسانية العطاء..جئت بالفخر لنا فجرا جديدا وأرسيت لمنهج الحياة والعطاء أسلوبا فريدا، لك منا عظيم التقدير ومن شعبك قبلة على جبينك.. نهنئ للإنسانية أميرا وللعمل الخيري العالمي الدولي قائدا.
الأنباء.