وعدّ المرصد أن ملاعب كرة القدم هي «الساحة الكبرى للتعبير عن الممارسات العنصرية ضد المهاجرين العرب المسلمين، بشكل خاص في أوروبا رغم النجاحات التي حققها هؤلاء اللاعبون في المنتخبات الأوروبية، وهي ظاهرة ليست بمستحدثة».
ودلل على الممارسات العنصرية في «الهتافات والشعارات الجماهيرية، أو على مستوى إدارة الأندية كاستبعاد بعض الأشخاص من المشاركة في بطولات بعينها، أو السخرية والهجمات الإعلامية في برامج التوك شو، وما يحدث في أرض الملاعب بين اللاعبين عن طريق الاستفزازات والسب».
وحذر المرصد من «شكل جديد من تلك الممارسات تتمثل في وجود ثنائية بغيضة تجاه اللاعبين ذوي الأصول المهاجرة تتمثل في الإشادة بالمهاجرين والاحتفاء بهم في حالة تحقيق الفوز والانتصار، والذم والانتقاد الشديد في حالة الفشل أو الخسارة»، وأضاف أن هناك «محاولة من بعض الجماعات السياسية العنصرية -المتمثلة في جماعات اليمين المتطرف- لتوظيف بعض المواقف غير المقصودة وتغليفها سياسياً لتشويه اللاعبين المهاجرين، كما حدث مع اللاعب المصري محمد صلاح، واللاعب الألماني مسعود أوزيل واتهامهما بدعم رؤساء لا يحترمون حقوق الإنسان لمجرد صورة».
واستكمل متسائلاً: «لو أن تلك الصور لميسي أو رونالدو فهل كان ليقع مثل هذا الهجوم؟!».
وأخيراً، تداول بعض وسائل الإعلام الأوروبية بالانتقاد، مشاركة نجم ليفربول محمد صلاح في حفل أقامه الرئيس الشيشاني رمضان قديروف على هامش مشاركة منتخب مصر في مباريات كأس العالم المقامة في روسيا، كما واجه أوزيل انتقادات مماثلة اضطرته إلى اعتزال اللعب الدولي مع المنتخب الألماني، بعد نشر صورة جمعته بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
وأكد التقرير أن «أجندة اليمين المتطرف الهادفة إلى مناهضة الإسلام والمسلمين في أوروبا، تسعى بشكل أكبر إلى تشويه صورة اللاعبين المؤثرين في أوروبا؛ وذلك للشهرة والتعاطف الأكبر الذي حصل عليه هؤلاء اللاعبون في الأوساط الشعبية الأوروبية، نتيجة لمواقفهم الخيرية والرياضية المشهودة في الداخل والخارج».
وأوضح المرصد أن «لاعبي فرنسا المسلمين ساهموا في إسعاد الفرنسيين وفضحوا معايير اليمين المتطرف، حيث قاد لاعبو كرة القدم المسلمين فرنسا للفوز بالبطولة وسط انتشار سعار الإسلاموفوبيا في فرنسا؛ إذ انهال العديد من التصريحات المتهكمة من كون الفريق يضم عدداً أكبر من المهاجرين الأفارقة، ووصل التهكم إلى حد إصدار مجلة (شارلي إيبدو) رسوماً كاريكاتيرية شبَّهت الفريق الفرنسي بمنتخب من القردة».
وجدد المرصد التحذير من أن «أجندات اليمين المتطرف المناهضة للمسلمين في أوروبا أصبحت خطراً داهماً على التعايش السلمي داخل القارة الأوروبية»، داعياً «الحكومات والشعوب الأوروبية للتصدي لها وعدم الانصياع خلفها، إذ إنه لا يمكن اعتبار التصرفات أو التصريحات والهتافات الفردية تعبيراً عاماً ورسمياً أوروبياً داعماً للعنصرية ضد المسلمين في العواصم الأوروبية». كما أشاد المرصد بـ«السياسات الرسمية للحكومات الأوروبية الداعمة لمسألة الاندماج الكامل للمهاجرين داخل المجتمعات الأوروبية ودورها في التصدي للممارسات الفردية العنصرية».