الشيخ صباح ناصر: الأمير حول الكويت إلى بلد كبير بعطائه

كيل الديوان الاميري لشؤون الاسرة الحاكمة، الشيخ صباح ناصر الصباح، ان سمو امير البلاد نجح في تحويل الكويت من بلد صغير في مساحته إلى بلد كبير بعطائه وحاضن للقمم والمؤتمرات الاقتصادية والإنسانية الفاعلة في العالم.

وقال الصباح في كلمة خلال رعايته حفل تكريم رموز العمل الخيري في الكويت الذي أقيم، أول من أمس، في مجلس اللوردات البريطاني انه أمر يبعث على الفخر والاعتزاز أن تقام هذه الاحتفالية الطيبة في رحاب هذه المؤسسة البرلمانية العريقة.

وأعرب عن خالص شكره وتقديره لعضو مجلس اللوردات اللورد محمد الطاف شيخ، لدعوته الكريمة للحديث عن جوانب الخبرة الإنسانية للكويت.

واشار الى ان تتويج الامم المتحدة لسمو امير البلاد كقائد للعمل الإنساني وللكويت كمركز انساني عالمي جاء بفضل مبادرات سموه التاريخية ونظرته الاستراتيجية الثاقبة وتعاونه الوثيق مع المجتمع الدولي والمنظمات الدولية.

وعبر الصباح عن شكره وتقديره لسمو امير البلاد على دوره الرائد في قيادة مسيرة العمل الإنساني.

وذكر ان أهل الكويت جبلوا حكاما ومحكومين منذ القدم على حب الخير وتعظيم قيم التكافل والتراحم والبذل والعطاء وإغاثة الملهوف، فلم تمنعهم قسوة الحياة وشظفها حينئذ من أن يقدموا كل عون ومساعدة لذوي الحاجات فكانوا أهل نجدة ومروءة.

الخير متجذر

وأضاف «ها هو شعب بلادي الأصيل يواصل العطاء بكل سخاء وإقدام في ظل الوفرة المالية والثروة النفطية وذلك برهان ساطع على تجذر حب الخير في نفوس أهل الكويت في أوقات الشدة والرخاء سواء بسواء».

واعتبر الصباح انه على هذا المنهج واصل أبناء الكويت المسيرة الانسانية فأسسوا العديد من الهيئات والجمعيات الخيرية الرسمية والأهلية ووصلت هذه المؤسسات بمشاريعها الإنسانية إلى مختلف أنحاء العالم.

واوضح ان المؤسسات الخيرية الكويتية تعمل وفق منظومة من اللوائح والقوانين والأدوات الرقابية التي تكفل وصول المساعدات إلى مستحقيها من دون أي تمييز على أساس العرق أو اللون أو اللغة أو الجنس أو الدين.

وأفاد بأن التجربة الانسانية الكويتية خبرة ممتدة عبر التاريخ، فعلى مدى عشرات السنوات وهي تحرص على ترسيخ قواعد التنمية المستدامة وتقديم الدعم والقروض للمشاريع التعليمية والصحية والاجتماعية والتنموية في المجتمعات الفقيرة.

ولفت الشيخ صباح الى ان تجربة الكويت في العمل الإنساني تهدف الى مرضاة الله سبحانه وتعالى، ثم خدمة الإنسانية حتى غدت الكويت واحدة من أهم الدول المانحة في العالم.

وتابع انه في الوقت الذي تجتاح العالم توترات وصراعات لا تكاد تتوقف وما تفضي إليه من ضحايا بالملايين يبرز الدور الإنساني الرائد لسمو امير البلاد.

وبين ان سمو امير البلاد فتح أبواب الكويت على مصراعيها لاستضافة العديد من المؤتمرات الدولية الاقتصادية والمانحة للدول الفقيرة والمنكوبة، مستعرضا تلك المؤتمرات وحجم التعهدات والمساعدات الكويتية.

ولفت الى انه تساميا على جراحات الماضي احتضنت الكويت في فبراير الماضي المؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق.

مبادرات عالمية

من جانبه، وصف عضو مجلس اللوردات البريطاني اللورد محمد الطاف شيخ، الكويت بأنها «قوة عظمى» في مجال العمل الخيري والإنساني لما تعرف به من مبادرات عالمية لمساعدة الشعوب التي تعاني كوارث مختلفة.

وقال اللورد شيخ في كلمته إن «العمل الإنساني عنصر متأصل في تاريخ الكويت قيادة وشعبا حتى أصبحت أكبر دولة بمجال التبرعات في العالم»، مضيفا أن قيمة التبرعات قدرت عبر السنين بمليارات الدولارات وعندما تحسب على الفرد الواحد يتبين أن الكويت تتصدر العالم في هذا المجال ولا تجاريها فيه أي دولة.

وأشاد اللورد شيخ بسخاء سمو أمير البلاد ودوره الرائد ليس فقط في دعم المبادرات الخيرية بالجهد والمال، بل من خلال تشجيع باقي دول العالم على المساهمة في جهود رفع المعاناة عن الشعوب المتضررة من الكوارث الانسانية.

ولفت في هذا الصدد الى قرار الامين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون عام 2014 تسمية سمو الأمير قائدا للعمل الإنساني في حفل كبير، معتبرا أن ذلك يعد أكبر اعتراف بعطاء سمو الأمير وسخاء الشعب الكويتي كله.

وأشار إلى أن الكويت تزخر بعدد كبير من المنظمات والجمعيات الخيرية التي لها باع طويل في العمل الإنساني وإسهامات خيرية في شتى أصقاع العالم، معربا عن تقديره الكبير لكل الكويتيين الذين شملوا بكرمهم وعطائهم البشرية جمعاء دون تمييز ديني أو عرقي.

وأشاد اللورد شيخ بعمق العلاقات البريطانية – الكويتية على كل المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية وفي مجال التعليم والثقافة والصحة والتجارة.

واعرب عن تطلع الحكومة البريطانية لتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع الكويت ودول الخليج العربي، خاصة بعد انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى ان الكويت تعد احد أكبر الشركاء التجاريين لبريطانيا في المنطقة.

وأكد أن الاقتصاد الكويتي يقوم على أسس صلبة وهو يتجه لتحقيق نمو سنوي مطرد يعكس الجهود الكبيرة التي اعتمدتها الحكومة لتنويع مصادر الدخل الوطني.

تكريم جاسم الخرافي

كرم الشيخ صباح ناصر الصباح، المرحوم جاسم الخرافي، حيث تسلم الجائرة، بالنيابة عن أبنائه، انور جاسم الخرافي.

احترام دولي

شدد سفير الكويت لدى المملكة المتحدة خالد الدويسان، على أهمية الدور الإنساني الذي تؤديه الجمعيات الخيرية الكويتية لمساعدة الفقراء والمحتاجين في مختلف أنحاء العالم بما يعكس الوجه المشرق للكويت.

وقال الدويسان في تصريح ان الكويت، ممثلة برأس الدولة سمو امير البلاد، تحظى باحترام دولي نظير مساهماتها الدائمة في مساعدة المتضررين حول العالم.

المكرمون

شهد الحفل توزيع الشيخ صباح الناصر، دروعا تذكارية على المشاركين، ومن ابرزهم الشيخ د. خالد المذكور، وممثل عن المرحوم عبدالرحمن السميط، ود. عادل اليوسفي.

كما تم تكريم المرحوم مبارك الحساوي، وتسلم الجائزة بالنيابة عن أبنائه عبدالعزيز الحساوي، والمرحوم عبدالله علي المطوع، وتسلم الجائزة ابنه عبدالاله، وايضا ممثل جمعية النجاة الخيرية د. رشيد الحمد، والجمعية الكويتية للعمل الإنساني وجمعية الرحمة العالمية.

وكرم الشيخ صباح أيضا امرأتين كان لهما دور بارز وإسهامات في العمل الخيري هما: معالي العسعوسي، وحنان القطان.

البابطين: الإسلام دين التسامح

قال رئيس مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية عبدالعزيز البابطين، ان الدين الإسلامي الحنيف يدعو إلى التسامح والمحبة ومساعدة الآخرين.

واضاف في كلمة له ان دولة الكويت ممثلة بشقيها الرسمي والشعبي لا تزال تقدم الخير للجميع دون النظر إلى الدين أو العرق أو اللون.

وذكر ان مؤسسة «عبدالعزيز سعود البابطين» الثقافية قدمت مساهمات قيمة في بريطانيا ابرزها كرسي «لوديان» للغة العربية الذي تأسس عام 1636 بمبلغ يؤمن استمرارية نشاطه في المستقبل وهو من من اهم واقدم الكراسي التي اتاحت للغة العربية الوصول الى جامعة اكسفورد العريقة.

واستعرض البابطين الكثير من القضايا الثقافية والتاريخية والتعليمية المشتركة بين البلدين.

المصدر: القبس.