بهية مارديني
اتهم المحامي السوري البريطاني بسام طبلية ما أسماه “لوبي موجها” يسيطر على الاعلام والصحافة يدار وفق الطريقة التي ترتأيها وسائل الاعلام تناسبها وتديرها مصالح “ثبت أنها موجهة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ضد الاسلام والمسلمين”.
وقال في لقاء مع “إيلاف” أنه يجد قصورا في معالجة الإسلاموفوبيا وأن العرب والمسلمين لم يعالجوا الموضوع بالطريقة الصحيحة التي يفترض أن يعالج بها مثل هذا الملف الشائك “اذ أن هناك فرقا شاسعا بين ما يكتبه الاعلام العربي والاعلام الغربي وكيفية الطرح والتناول”.
وأشار الى افتقار المسلمين إلى “لوبي حقيقي منظم يمثل الجالية الاسلامية في الغرب يدافع عن الجالية المسلمة بالطريقة التي يجب أن تكون ويمثلها قانونيا ومن الممكن اللجوء اليه كلما صادفته مشكلة أمام المحاكم على سبيل المثال”.
وأضاف “يفتقد المسلمون وسائل اعلام في الغرب تتطرق الى قضاياهم بحيادية ولم يستطع المسلمون اختراق الميديا حتى الان ايضا للتعبير عّن قضاياهم الملحة فانسلخوا وبقوا غرباء في الغرب”.
ولفت أيضا الى أن المشكلة لها عدة أبعاد تبدأ في عدم فهم المجتمع الغربي الذي يعيش به المسلم لتشمل هذه المشكلة العائلة والأطفال ولتمس ملف الاندماج.
سفير الاسلام
وحضّ طبلية على أن يكون المسلم سفيرا لدينه في الغرب وأن يساعد أطفاله على الاندماج وعلى حب المبادرة وأن يتفهم أن عليه ألا يكون هامشيا.
وأضاف اذا أراد الوصول الى مكان افضل فعليه أن يعمل وينظم نفسه ويوسع مجتمعه والا يبقى منعزلا معزولا.
وقال ان المؤتمرات مهمة وضرورية للوقوف على المشكلة في جوهر الإسلاموفوبيا ولكن غالبا ما تتكرر نفس الأفكار فعادة نحن نلمس المشكلة ونعرف الحل ولكننا نتوقف عّن تنفيذه.
وشكر طبلية المراكز الاسلامية التي تغطي بعمق هذه المشكلة ولكنه رأى “أن هذا غير كافيا ان لم تتواجد مبادرات حقيقية تنظم صفوف المسلمين ضمن مجموعات عمل للمساعدة باستمرار”.
وأشار الى ضرورة ردم الفجوة مع المجتمع الغربي والتي لن تكون الا بتضافر كل الجهود.
جهود غير كافية
وكان المركز الاسلامي في لندن دعا عددا من الدبلوماسيين والخبراء والاعلاميين الى مناقشة الإسلاموفوبيا على مدى يومين مطلع هذا الاسبوع ثم دعا بالأمس صحافيين بريطانيين الى ندوة تخللها عشاء عمل للوقوف على أسباب هذه الظاهرة وكيفية معالجتها.
وأكد باحثون على ضرورة دعوة المؤسسات الإسلامية في الدول الغربية إلى تطوير وتعزيز خطابها الإعلامي وتفاعلها بإيجابية مع وسائل الإعلام وإطلاق حملات وبرامج إعلامية وثقافية لإبراز الصورة الحقيقية السمحة للإسلام وخلق أجواء من الحوار والتعارف والتلاحم بين أفراد المجتمع.
فقد نظم المركز الثقافي الإسلامي في لندن مع وزارة الداخلية البريطانية أمس الأربعاء أمسية حوار حول “الإسلام في الإعلام”.
وحضر الأمسية أكثر من 150 ممثلا من المنظمات المدنية والمؤسسات الإسلامية وعدد من القائمين على وسائل الاعلام والمهتمين بالشأن الإعلامي. وناقش صورة الإسلام في الإعلام ودور المنظمات الإسلامية والأفراد في تقديمها وإعطاء الصورة الحقيقية للإسلام.
وطرح أحمد بن محمد الدبيان رئيس المركز كيف تلعب وسائل الإعلام دورا قويا كأداة تكوين اجتماعية وكمجال لفرص اقتصادية وكأداة تأثير سياسية في حياتنا اليومية.
وطرح الإشكالية الأخلاقية والمعايير الموضوعية للإعلام خاصة عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
وتناول الدبيان كيف ساهمت وسائط الإعلام المختلفة في تكوين آراء سلبية ابرزها الإسلاموفوبيا والتحريض والكراهية والترويج لأفكار سيئة عن الآخر.
واستعرض الصورة التاريخية السلبية عن الإسلام في أوروبا قبل عدة قرون وأسبابها وتطورها حتى العصر الحاضر لتصبح المسألة فردية بصورة أخطر.
المصدر: إيلاف.