أمين سنة رابطة العالم الإسلامي: المملكة دعت إلى السلام وتوسيع آفاق التعايش

[fusion_builder_container hundred_percent=”no” equal_height_columns=”no” menu_anchor=”” hide_on_mobile=”small-visibility,medium-visibility,large-visibility” class=”” id=”” background_color=”” background_image=”” background_position=”center center” background_repeat=”no-repeat” fade=”no” background_parallax=”none” parallax_speed=”0.3″ video_mp4=”” video_webm=”” video_ogv=”” video_url=”” video_aspect_ratio=”16:9″ video_loop=”yes” video_mute=”yes” overlay_color=”” video_preview_image=”” border_size=”” border_color=”” border_style=”solid” padding_top=”” padding_bottom=”” padding_left=”” padding_right=””][fusion_builder_row][fusion_builder_column type=”1_1″ layout=”1_1″ background_position=”left top” background_color=”” border_size=”” border_color=”” border_style=”solid” border_position=”all” spacing=”yes” background_image=”” background_repeat=”no-repeat” padding=”” margin_top=”0px” margin_bottom=”0px” class=”” id=”” animation_type=”” animation_speed=”0.3″ animation_direction=”left” hide_on_mobile=”small-visibility,medium-visibility,large-visibility” center_content=”no” last=”no” min_height=”” hover_type=”none” link=””][fusion_text]

حذّر أمين سَنَة رابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، مـــن بعض الكيانات التي مرت بتجارب فاشلة حاولت أن تُرسي دعائم المجتمع الإنساني على أسس شمولية وأطروحات مادية تتنكر للدين والقيم الروحية، وتقطع الصلة بخالق السموات والأرض، وتصادم الفطرة الإنسانية، فأوجدت كيانات خالية مـــن المعاني الإنسانية والقيم الأخلاقية تحركها المادية النفعية فـــي أسوأ صورها، مؤكداً على مسؤولية قادة الأديان فـــي تَعْظيم المفاهيم الحضارية والإنسانية والتحرك الفعلي والجاد لنشر قيم المحبة والسلام.جاء ذلك فـــي كلمة ألقاها كمتحدثٍ رئيس فـــي الجلسة الافتتاحية عن الدين الإسلامي خلال “الاجتماع العالمي للقمة الدينية” الذي أقيم فـــي جبل هايي بمدينة كيوتو اليابانية، بحضور الـــرئيس الفخري للاجتماع كويي موريكاوا، وعدد كبير مـــن ممثلي المؤسسات والطوائف الدينية فـــي العالم، وجمع مـــن المدعوين من أجل حضور مظاهر الاحتفاء والالتقاء الديني العالمي الضَّخْمُ وَالشَّاسِعُ مـــن أجل هذه المناسبة التاريخية مـــن الساسة والمفكرين والإعلاميين، بهدف الاجتماع على السلام والعزيمة على تحقيقه.

ونوه بأهمية أجتمـع مثل هذه الاجتماعات التي تدافع عن الحقائق الثابتة مـــن عمق التاريخ البشري، مـــن الذين يريدون لبعض التوجهات أن تنقلب إلى العكس بادعاء التحول التاريخي نحو القطب الثقافي والحضاري الواحد “المهيمن والمستحوذ على غيره”، أو افتراض صدام حتمي أوضح الحضارات لإثارة التأهب الدائم من أجل مواجهة خصم حضاري قائم أو مفترض ينافس على النفوذ والهيمنة.

وذكـر أمين سَنَة رابطة العالم الإسلامي: “إننا باسم الشعوب الإسلامية الواعية والمستنيرة، نتمنى أن يسعد الناس جميعاً بما اشتمل عليه المدلول اللغوي والديني لاسم الإسلام مـــن مبادئ سامية، وقيم نبيلة، تبدأ مـــن تكريم الإنسان، والمساواة العادلة أوضح أبناء الجنس البشري، وحب الخير والفضيلة، ورحمة الضعفاء، ونصرة القضايا العادلة، ومكافحة الظلم والعدوان، وقام بالنشر السلام على البشرية جمعاء”.

وتـابع: “بهذه المعاني العظيمة عزز الإسلام فـــي أنفس أتباعه روح الانفتاح على الذين لديهم حرص على التعاون والتعاطي الإيجابي فـــي معالجة القضايا المشتركة التي تشغل المجموعة البشرية الموزعة على أقطار المعمورة، وإن مشتركاتنا المتعددة بروحها القوية والمؤثرة وعزيمتها الصادقة كفيلة بهزيمة الشر وقام بالنشر قيم التعايش والسلام”.

ولفت النظر إلى أن الدعوة إلى التعايش والسلام مـــن خلال أمثال هذه الأجتماعات المهمة والتاريخية، هي دعوة شريفة إنسانية فـــي مطالبها، واضحة فـــي أهدافها، قوية فـــي حججها ومؤيداتها الواقعية، وتلقى ترحيباً واسعاً لا سيما مـــن الشعوب التي اكتوت بنيران الاضطهاد بدوافع مـــن العنصرية العرقية والدينية، ومحاولة القضاء على التنوع الثقافي، ومواجهة سنة الخالق جل وعلا فـــي التنوع والتعددية بأساليب العسف والقوة، فلا إكراه فـــي اعتناق الأديان ولا الأفكار ولا الثقافات.

وأَلْمَحَ إلى أن لقـاء القمة الديني سوف يعكس هذه الرغبة بإخْلاص وإخلاص، إذا حاول كل طرف أن يعزز جانبه فـــي هذا العمل الإنساني المشترك البَنَّاء، بما لديه مـــن قناعات صائبة تحرك فـــي داخله مشاعر العدل والإحسان، وحب الخير للناس مـــن حوله.

وبين وأظهـــر أن السعادة البشرية التي نسعى فـــي البحث عنها وتوسيع آفاقها تستمد مقوماتها مـــن القواسم المشتركة فـــي المفاهيم والمنطلقات، والنظرة الإيمانية إلى الإنسان والكون والحياة، مفيداً أن هذه النظرة التي اكتسبها المسلمين مـــن الوحي الإلهي، تؤكد لديهم أن الأسرة البشرية تَمُتُّ إلى أصلها الأول بنسب واحد وفقًا لقوله الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)).

وبيّن أن الله جعل هذا العالم الذي يحيط بنا مليئاً بالطاقات والنواميس المسخرة لخدمتنا، مستشهدًا بقول الخالق جل وعلا: ((أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً)).

وذكـر الشيخ العيسي: “إن الحضارة التي صنعها الإنسان على وجه الأرض، وتداولت عليها الأمم بتجاربها المحفوظة فـــي سجلات التاريخ، تُعتبر اليوم تراثاً إنسانياً مشتركاً أوضح جميع الناس فـــي هذا الزمن المتميز بسرعة الاتصال، والتداخل فـــي العلاقات، وزوال الحدود الفاصلة أوضح المجموعات الثقافية، والمرجو مـــن زعماء الفئات الدينية وقادة الفكر الإنساني أن يقدموا رؤىً بنَّاءة فـــي أشكال التعاون الإيجابي فـــي ظل هذا التداخل والتواصل”.

وشدد على أن رابطة العالم الإسلامي لا تحمل هموم العالم الإسلامي فحسب، وإنما تحمل هم الإنسانية جمعاء، فرسالة الإسلام إنسانية عالمية تسعى بينما تسعى إليه للدفاع عن الحقوق والحريات بالأساليب المشروعة، كَذَلِكَ عُلِيَ الْجَانِبُ الْأُخَرَ تحرص على إِتْمام المواثيق العادلة التي قررتها المواثيق والاتفاقات والصكوك والمبادئ والأعراف الدولية، مستدلاً بقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.

وأَبَانَ عن أمله فـــي أن تسفر أعمال هذا الاجتماع عن نتائج تتصدى لأطروحات الصراع المادي أوضح الأمم، والصدام الفكري أوضح الثقافات والحضارات وفي سياقها الصراع الديني والطائفي، وصولاً لتعزيز الخط المضاد لها، وهو خط الدعوة إلى السلام وتوسيع آفاق التعايش، وذلك بفتح قنوات الحوار الجاد والمثمر أوضح مختلف الفئات الدينية والقيادات الفكرية والأقطاب الثقافية والحضارية.

كَذَلِكَ عُلِيَ الْجَانِبُ الْأُخَرَ أَبَانَ عن أمله فـــي أن تتواصل جهود الاجتماع مع الجهود المتميزة التي تبذلها المملكة العربية الريـاض فـــي ذلك الإطار، بوصفها قبلة أكثر مـــن مليار وثمانمائة مليون مسلم فـــي صلواتهم وحجهم، ومن ورائها رابطة العالم الإسلامي باعتبارها الرابطة العالمية للشعوب الإسلامية، ومقرها المكان المقدس الأول للمسلمين وهي مكة المكرمة، وفي مجلسها الأعلى وهيئاتها ومجامعها العالمية أكثر مـــن مائة عالم ومفكر مـــن أَفْضُلُ علماء ومفكري وناشطي العالم الإسلامي.

ودعا الجميع إلى تَعْظيم التواصل بهذه الأدوات القوية والمؤثرة فـــي سبيل الوصول إلى مسار الحوار المنشود، تحقيقاً للتعايش الإيجابي والتعاون البنّاء حول مشتركاتنا الإنسانية والقيمية وهي كثيرة؛ من أجل مواجهة التحديات التي تؤرق حكماء الأمم، وتلمس الحلول الناجعة للمشكلات والأخطار التي تعاني منها شعوب العالم، باعتبار أن التوجه الصادق والجاد والمحايد لأتباع الأديان هو المحور الرئيسي لمعالجة تلك المشكلات.

وتوجه فـــي ختام كلمته بالشكر الجزيل إلى كويي موريكاوا على المبادرة التي سعت لتأسيس هذا الاجتماع العالمي الحافل، مشيداً بجهودها فـــي إيجاد علاقات رائعة بناءة وتعاونية أوضح الكيانات الدينية كافة، والمجتمع الإنساني العام، للعمل على كتـب تلك القيم أوضح الأمم والشعوب، وتخليص الدين مـــن روح العداوة والبغضاء المستحوذة على بعض النفوس الشريرة التي ترى السعادة فـــي إطلاق العنان لنزوات الطغيان والعدوان والكراهية المجردة، وإرهاب الناس بشتى ألوان الرعب.

المصدر : صحيفة عكاظ.

[/fusion_text][/fusion_builder_column][/fusion_builder_row][/fusion_builder_container]