بعد رؤية نجاح لعب الأطفال المستوحاة من الأديان التي تتكدس على رفوف متاجر الألعاب في السنوات الأخيرة، بدأ داني شاكوج يتساءل حول الشكل الذي ستبدو عليه دمية للأطفال المسلمين تعكس ملامحهم وعاداتهم.
وقال شاكوج، لشبكة “إن بي سي نيوز”، إن “الدين الإسلامي ليس لديه أي نوع من المنتجات مثل الدمى والألعاب على رفوف المتاجر، ولهذا بدأت التفكير في طريقة سهلة لتعليم الأطفال عن الإسلام”.
وأشار شاكوج، الذي ولد وتربى في نيو جيرسي لأبوين من المسلمين الشركس الذين هاجروا من سوريا، إلى أنه لا يوجد الكثير من الألعاب الثقافية أو الكتب التي تعكس خبراته أو تنشئته الإسلامية.
وأضاف “لقد احتفلنا بكل العطلات، وصمنا في شهر رمضان، لكننا لم يكن لدينا الكثير للأطفال لإثارة الكثير من النقاش معهم (حول تعاليم الدين الإسلامي)”.
وبإجراء المزيد من البحوث وجلسات العصف الذهني، توصل شاكوج لتصميم وبناء “مغامرات الإمام آدم”، وهو كتاب جديد للأطفال يضم رسوما توضيحية للفنان التركي نجدت يلماز.
ويستهدف الكتاب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 سنوات وأكثر، ويجسد شخصية إمام مسلم يخوض سلسلة مغامرات في طريقه لأداء الحج في مكة المكرمة؛ حيث يعيش في أحياء متنوعة، ويلعب كرة القدم، ويعبر جسر مكسور ويواجه التماسيح”.
أما الدمية المرفقة فترتدي الملابس الإسلامية التقليدية وتحمل حقيبة ظهر خضراء بداخلها سجادة صلاة خضراء مطوية.
وأوضح شاكوج أنه عندما صمم الشخصية، أراد أن يساعد في إزالة الغموض الذي يحيط ببعض مفاهيم الدين للأطفال الصغار، حيث يبين الكتاب كيف يستخدم آدم الأركان الـ5 للإسلام لحل المشكلات، “ويلمس أشياء مثل الإحسان والتعامل بلطف مع البيئة”.
وعلى الرغم من أن شاكوج البالغ من العمر 33 عاما لم يختبر مشاعر الأبوة حتى الآن، فإنه يقضي الكثير من الوقت مع أولاد عمه الصغار وأطفال أصدقائه وتشاور معهم طوال عملية الكتابة.
ومضى قائلا: “ليس هناك طريقة ممتعة لتعليم الإسلام (الآن)، لقد عرضت الفكرة عليهم بينما كنت أقوم بتطوير المنتج، وأحببت أن أذهب إلى شركة بارنز آند نوبل وهي إحدى أكبر الشركات المتخصصة في بيع الكتب لأعرض الدمية على الأمهات والأطفال للحصول على رأيهم. كانت ردود فعل رائعة حقا”.
وفي صفحات القصة الـ22، حرص مبتكر الشخصية وراسمها على جعل “الإمام آدم” مبتسمًا دائمًا، يواظب على الصلاة ومساعدة المحتاجين، لتسهيل عملية توصيل تعاليم الإسلام إلى الأطفال، لا سيما أبناء المسلمين الجدد.
ولفت إلى أن ابتكاره لشخصية كارتونية إسلامية جاء لرغبته في أن “يبني الناس وجهة نظر مختلفة عن الإسلام، عن طريق جلسات القراءة التي تتم بين الآباء والأطفال من أجل الحصول على المعلومات”.
ووفق دراسة حديثة لمركز “بيو” الأمريكي للأبحاث، يعد الإسلام الدين الأسرع نموًا في العالم، ومن المتوقع أن تتجاوز نسبة المسلمين في العالم 32% بحلول عام 2060، مقارنًة بنسبتهم الحالية التي تقدر بـ24.1%، إذ يبلغ عدد المسلمين 1.8 مليار من إجمالي التعداد السكاني العالمي المقدر بنحو 7 مليارات نسمة.
المصدر: الشباب.